بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة تنمية الذات/ ح (9) تفنن في معالجة الاخطاء
سلسلة تنمية الذات/ ح (9) تفنن في معالجة الاخطاء
تفرد الله عزوجل بالكمال والجلال والعظمة والتنزه عن النقائص وجعل عباده بشراً يطرأ
عليهم الضعف والخطأ تارة والهفوة والزلة تارة اخرى , فكلهم يقع بذلك الا ما منحه الله
عزوجل وتكرم به لأنبياءه وهي العصمة من الذنوب والنقائص والرذائل لأنهم قدوات ,
ولو وقعوا فيها لأمرنا بأتباعهم وهذا محال ! , ولكنهم يبقون في دائرة عباد الله اصطفاهم
من خلقه ويبلغون رسالة السماء الى البشر .
عليهم الضعف والخطأ تارة والهفوة والزلة تارة اخرى , فكلهم يقع بذلك الا ما منحه الله
عزوجل وتكرم به لأنبياءه وهي العصمة من الذنوب والنقائص والرذائل لأنهم قدوات ,
ولو وقعوا فيها لأمرنا بأتباعهم وهذا محال ! , ولكنهم يبقون في دائرة عباد الله اصطفاهم
من خلقه ويبلغون رسالة السماء الى البشر .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون " . أخرجه الترمذي.
فنحن نبقى في دائرة البشر ولسنا ملائكة أطهاراً لا نقترف ذنباً ولا هفوة وكبوة لأحدنا , كما انا لسنا شياطيناً أشراراً نقوم بدور اغواء البشرية وايقاعهم في مصائد الشر وشباك الشهوات الهابطة .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم " رواه مسلم .
احتوي الناس وأشعرهم بحبك الصادق وحاورهم عن ما يجول بخواطرهم واخترق شغاف
قلوبهم لتتهيء نفوسهم لمحبتك ثم قبول ما تدلي لهم به وتعينهم في تصحيح اخطاءهم
وتوجيه مسارهم الى الطريق الصواب .
قلوبهم لتتهيء نفوسهم لمحبتك ثم قبول ما تدلي لهم به وتعينهم في تصحيح اخطاءهم
وتوجيه مسارهم الى الطريق الصواب .
يقول السباعي رحمه الله : لو أنك لا تصادق الا انساناً لا عيب فيه لما صادقت نفسك .
وقال الحكماء : أن الكلمة القاسية في العتاب لها كلمة طيبة مرادفة تؤدي المعنى نفسه .
وعند الصينيين مثل يقول : ( نقطة من العسل تصيد من الذباب ما لا يصيد برميل من العلقم ) وهذه حقيقة لا شك فيها وواقع مجرب , أن الكلمة الطيبة تفعل وتؤثر ما لا تفعله أو تؤثر به الكلمة القاسية وتأمل معي هذه القصة :
قصة وعبرة : جاء معاوية بن الحكم الى رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعلم منه أمور
الإسلام ، فكان مما تعلم : التحميد عند العطاس وتشميت العاطس ، فدخل معاوية مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم في إحدى الصولات فعطس رجل من القوم فحمد الله ,
فسارع معاوية بن الحكم بتشميته " يرحمك الله " رافعًا بها صوته، فرماه الناس
بأبصارهم، فجعل يتكلم في الصلاة ويقول : ما شأنكم تنظرون إلى ! فجعل الناس يضربون
بأيديهم على أفخاذهم ليسكت، فسكت، فلما سلم النبي صلى الله عليه وسلم من الصلاة
دعاه فقال له كلمات كلها رفق وعطف، فأثر هذا التوجيه النبوي الرقيق المناسب بهذا
الرجل فقال: بأبي هو وأمي ما رأيت معلمًا قبله ولا بعده أحسن تعليمًا منـــه، فوالله ما
كهرني، ولا ضربني، ولا شتمني إنما قال : " ان هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن " .
لو قالها رجل أو امرأة في زماننا وفي المسجد وفي صلاة جماعة ماذا يقال عليه ؟ وما هي ردة فعله ؟ .
اضاءة : أبعد الحاجز الضبابي عن المخطىء ! , لأنه لا يرى أحياناً أنه مخطىء , يرى فعله أو رأيه أو قراره هو عين الصواب .
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يبايعه على الهجرة .. وقال : إني جئت أبايعك على الهجرة .. وتركت أبواي يبكيان .
فلم يعنفه عليه الصلاة والسلام أو يسفه رأيه .. أو يؤيد فعله الخطأ .. فالرجل جاء بنية صالحة ويرى أنه فعل الأصلح..
أشعره النبي صلى الله عليه وسلم أن معالجة الخطأ سهلة وبامكانه تصحيحه فقال له علية أفضل الصلاة وأتم التسليم : " ارجع إليهما فأضحكهما كما أبكيتهما " .
عالج النبي الخطأ بكل بساطة وقبله الرجل بكل أريحية وانتهى الأمر .
وأحياناً يرفض الناس قبول النصيحة أو تصحيح الخطأ لأن معالجة الخطأ أكبر من الخطأ نفسه ! .
ويقول لاوتسو : لا تبحث عن الاخطاء ولكن ابحث عن العلاج .
لا تهدر كل طاقتك في التفتيش عن أخطاء الآخرين وتصيدها وتضيع وقتك فيها ولكن ابحث عن علاجها ومد يد العون لتعينه في النهوض بعد الكبوة والارتكاس .
ولا تغلق الباب في الاصلاح والعودة بوجه مخطىء وابتعد عن اسلوب التوبيخ والتشهير والتحدي لأن كسب القلوب أهم من كسب المواقف : " ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفظوا من حولك " .
همسة الوداع : " ما كان الرفق في شيء الا زانه وما نزع من شيء الا شانه " حديث نبوي شريف .









0 comments
إرسال تعليق