تعتبر الثلاثة أشهر الأولى من بداية تسلم السلطة من قبل المسئول ذات أهمية استثنائية من حيث التخطيط والقدرة على التغيير و التأثير الايجابي على الموظفين والزملاء والزبائن.
من يمتلك أجندة واضحة لتمضية هذه الشهور الثلاثة بطريقة مدروسة يصبح الأقرب الى النجاح والمرور بسلام عبر التحديات الضخمة التي تنتظر كل مسئول في بداية تسلم المسئولية.
للأسف الملاحظ على أي مسئول في هذه الفترة الحرجة هو التخبط وضياع الوقت في أمور أقل أهمية وتجاهل أمور أخرى مهمة لا يمكن انجازها بفعالية الا في الثلاثة أشهر الأولى .
لن أطيل عليكم وسأبدأ بأهم الأمور التي يجب عملها أو التنبه لها في الثلاثة أشهر الأولى:
أولاً: التوكل على الله وطلب التوفيق من عنده .
ثانياً: تمت ترقيتك؟ رقي نفسك !
نعم .. الكثير منا يأتي الى المنصب الجديد وهو بتفكير المنصب الأول !
ما كان السبب في نجاحك في الماضي ليس بالضرورة أن يكون سبباً في نجاحك في الأيام التالية في المنصب الجديد بل بالعكس قد يكون سبباً في الفشل الذريع !
مثال:
عمر .. مهندس ممتاز و نشيط ومثابر وينجز كمية من العمل تعادل ضعف ما ينجزه زملاؤه وحين ترقى الى منصب رئيس قسم , أصبح يدير القسم بفكر المهندس الممتاز وإذا اشتد الأمر وأصبح ضغط العمل والوقت كبيراً , تجده يأخذ المهمة من الموظف الضعيف وينجزها بنفسه ومع الوقت أصبح يأخذ كمية من العمل أكبر بكثير من قدراته ! ولم يجد الوقت الكافي لإدارة القسم لإنشغاله بإنجاز العمل بدلاً من الموظفين الذين يعملون معه !
وهذا فشل ذريع !
فرئيس القسم ينجز من خلال الموظفين الذين يعملون معه وليس بأخذ أعمالهم وانجازها عوضاً عنهم!
ثالثاً: ضاعف من قدرتك على التعلم
بالرغم من أهمية التعلم في بداية تسلم السلطة الا أن الكثير الكثير من الناس يهملون هذا الأمر ويرتجلون التعلم بل ويتخبطون فتضيع هذه الفترة الذهبية هباء وبدون نتائج تذكر فيتبين الفشل سريعاً ويتسرب الى النفس الشعور بالاخفاق وصعوبة المهمة مما ينعكس سلباً على نظرة المرؤوسين والرؤساء لهذا المسئول الضائع.
يجب أن تحدد الأمور التي تود أن تتعلمها في البداية وهنا سنسوق بعض الإضاءات التي قد تنير الطريق:
قسم مراحل التعلم الى ثلاثة مراحل:
1- مرحلة ما قبل تسلم المسئولية:
اقرأ كل ما يمكن أن تحصل عليه من معلومات عن استراتيجيات الشركة , وأداءها وأسماء الموظفين ومعلومات عنهم مثل: من يمكن الوثوق به؟ من منهم لديه تأثير ولماذا؟ .
حاول أن تحصل على تقارير أعدها استشاريون من خارج الشركة وتكلم مع الناس الذين لهم معرفة بالشركة كموظفين مستقيلين او متقاعدين واسألهم عن محاولات التغيير التي جربت في الماضي ولم تنجح ولماذا لم تنجح؟
وأيضاً إسألهم عن التحديات ونقاط القوة في الناس والنظام.
أيضاً تكلم مع رئيسك الجديد عن الشركة وعن ادارتك وحاول تحصل على صورة مبسطة عن عملك وما يتوقع منك كمدير جديد وعن الأولويات حسب ما يرى رئيسك.
2- في الاسبوع الاول :
راجع تقارير الاداء ومعلومات الموظفين وقابل الموظفين واحد لواحد وتعرف عليهم واسألهم الأسئلة التي تكشف لك الحقائق عن النظام وعن الرئيس السابق وعن زملاؤهم وعن نقاط القوة ونقاط الضعف في العمل وما يعتبرونه أولويات وتحديات واذا ما كان لديهم أفكار بناءة تفيد في هذا الوقت.
طبعاً لا تنسى أن تسجل كل ما يقولونه في ورقة لكي يقتنع المتحدث بأنك تأخذ كلامه على محمل الجد ولكي يتكون عندك سجل حافل بالأفكار تعود اليه في الوقت المناسب.
لا تنسى أن تقابل رئيسك وتحاول أن تحصل منه على المزيد من المعلومات.
3- في الشهر الأول:
أيضاً قابل زبائنك و مدراء الادارات الأخرى لتستمع الى الوجه الآخر من الحقيقة.
حاول أن تركز على المناطق التي تعمل بشكل ممتاز وأسأل نفسك لماذا؟
والمناطق التي تعمل بشكل لا بأس به واسأل نفسك : لماذا؟ وكيف نطورها؟
والمناطق التي لا تعمل وتعتبر مشكلة في الادارة واسأل نفسك : لماذا؟ وكيفية جعلها تعمل؟
تذكر أن الوقت ليس في صالحك وأنك في سباق مع الزمن وأن التركيز على ماذكرناه هنا يقلص من الوقت اللازم للتعلم ويجعلك قادراً على ممارسة صلاحياتك في اتخاذ القرارات بأسرع وقت ممكن مما ينعكس ايجابياً على نظرة موظفيك لك ونظرة كل من هم حولك وبالتالي ترتفع ثقتك بنفسك و قدرتك على التغيير.
لا تنسى أن تجلس مع رئيسك و أشركه بما تحصلت عليه واستمع الى مرئياته عن الحلول المقترحة .
وأخيراً
اجمع موظفيك وأشركهم بما تجمع لك من معلومات عن التحديات ونقاط القوة وكيفية العمل على تخفيف الأثر الذي ستتركه هذه التحديات واستمع لهم و أشركهم في صياغة الحلول المقترحة ووزع المسئوليات على كل واحد منهم لكي يتم التطبيق بأسرع وقت ممكن.
رابعاً: حدد القطوف الدانية:
ونقصد هنا بالقطوف الدانية كل عمل مهم و لا يحتاج الى كثير جهد لإنجازه .فهناك الكثير من الأمور متوقفه لفترة طويلة لأنها ببساطة تنتظر قراراً حاسماً من مدير حاسم مثلك.
ونذكر هنا بالأنواع الأربعة للأعمال التي في إدارتك:
1- أعمال لم تبدأ.
2- أعمال بدأت ولكنها متعثرة.
3- أعمال قائمة ولكن تحتاج الى مواءمة وتعديل.
4- أعمال قائمة وباهرة النجاح.
كل نوع من هذه الأعمال له قطوف دانية. حاول معرفتها والتركيز على دفعها للأمام بأسرع وقت.
وهنا قد يسأل سائل:
أي من هذه الأعمال الأربعة يحتاج الى التأني والدراسة ؟
فنقول: الثانية والرابعة
أي منها يحتاج الى دفع الجهود واتخاذ القرارات؟
فنقول: الأولى والثالثة
وهنا يجدر القول أن الجميع لا يتوقعون منك حلول سحرية تقلب الأوضاع الى الأحسن في شهر.
ولكن تستطيع أن ترسل اشارات خفية ومتتابعة بأن الأمور تسير الى الأفضل عن طريق الشروع بقطف القطوف الدانية فذلك التقدم المتواصل وإن كان بخطى قصيرة ولكنها تبني الثقة اللازمة بك لتقتحم بعد ذلك مجال القرارات الصعبة. وشئنا أم أبينا فالجميع يكون عنك الانطباع بحسب تحركاتك وأفعالك ايجابية كانت أم سلبية.
ركز على القرارات السهلة وأجل قليلاً القرارات الصعبة حتى تتمكن من جمع الثقة اللازمة لها.
وأخيراً
لا تنسى أن تضع في الحسبان الأمور بعيدة الأجل و يأخذك الاندماج مع القطوف الدانية لأنها ستنضب سريعاً
ولكنها ستصنع منك مديراً ناجحاً بإذن الله.
دمتم في عز وتمكين
من يمتلك أجندة واضحة لتمضية هذه الشهور الثلاثة بطريقة مدروسة يصبح الأقرب الى النجاح والمرور بسلام عبر التحديات الضخمة التي تنتظر كل مسئول في بداية تسلم المسئولية.
للأسف الملاحظ على أي مسئول في هذه الفترة الحرجة هو التخبط وضياع الوقت في أمور أقل أهمية وتجاهل أمور أخرى مهمة لا يمكن انجازها بفعالية الا في الثلاثة أشهر الأولى .
لن أطيل عليكم وسأبدأ بأهم الأمور التي يجب عملها أو التنبه لها في الثلاثة أشهر الأولى:
أولاً: التوكل على الله وطلب التوفيق من عنده .
ثانياً: تمت ترقيتك؟ رقي نفسك !
نعم .. الكثير منا يأتي الى المنصب الجديد وهو بتفكير المنصب الأول !
ما كان السبب في نجاحك في الماضي ليس بالضرورة أن يكون سبباً في نجاحك في الأيام التالية في المنصب الجديد بل بالعكس قد يكون سبباً في الفشل الذريع !
مثال:
عمر .. مهندس ممتاز و نشيط ومثابر وينجز كمية من العمل تعادل ضعف ما ينجزه زملاؤه وحين ترقى الى منصب رئيس قسم , أصبح يدير القسم بفكر المهندس الممتاز وإذا اشتد الأمر وأصبح ضغط العمل والوقت كبيراً , تجده يأخذ المهمة من الموظف الضعيف وينجزها بنفسه ومع الوقت أصبح يأخذ كمية من العمل أكبر بكثير من قدراته ! ولم يجد الوقت الكافي لإدارة القسم لإنشغاله بإنجاز العمل بدلاً من الموظفين الذين يعملون معه !
وهذا فشل ذريع !
فرئيس القسم ينجز من خلال الموظفين الذين يعملون معه وليس بأخذ أعمالهم وانجازها عوضاً عنهم!
ثالثاً: ضاعف من قدرتك على التعلم
بالرغم من أهمية التعلم في بداية تسلم السلطة الا أن الكثير الكثير من الناس يهملون هذا الأمر ويرتجلون التعلم بل ويتخبطون فتضيع هذه الفترة الذهبية هباء وبدون نتائج تذكر فيتبين الفشل سريعاً ويتسرب الى النفس الشعور بالاخفاق وصعوبة المهمة مما ينعكس سلباً على نظرة المرؤوسين والرؤساء لهذا المسئول الضائع.
يجب أن تحدد الأمور التي تود أن تتعلمها في البداية وهنا سنسوق بعض الإضاءات التي قد تنير الطريق:
قسم مراحل التعلم الى ثلاثة مراحل:
1- مرحلة ما قبل تسلم المسئولية:
اقرأ كل ما يمكن أن تحصل عليه من معلومات عن استراتيجيات الشركة , وأداءها وأسماء الموظفين ومعلومات عنهم مثل: من يمكن الوثوق به؟ من منهم لديه تأثير ولماذا؟ .
حاول أن تحصل على تقارير أعدها استشاريون من خارج الشركة وتكلم مع الناس الذين لهم معرفة بالشركة كموظفين مستقيلين او متقاعدين واسألهم عن محاولات التغيير التي جربت في الماضي ولم تنجح ولماذا لم تنجح؟
وأيضاً إسألهم عن التحديات ونقاط القوة في الناس والنظام.
أيضاً تكلم مع رئيسك الجديد عن الشركة وعن ادارتك وحاول تحصل على صورة مبسطة عن عملك وما يتوقع منك كمدير جديد وعن الأولويات حسب ما يرى رئيسك.
2- في الاسبوع الاول :
راجع تقارير الاداء ومعلومات الموظفين وقابل الموظفين واحد لواحد وتعرف عليهم واسألهم الأسئلة التي تكشف لك الحقائق عن النظام وعن الرئيس السابق وعن زملاؤهم وعن نقاط القوة ونقاط الضعف في العمل وما يعتبرونه أولويات وتحديات واذا ما كان لديهم أفكار بناءة تفيد في هذا الوقت.
طبعاً لا تنسى أن تسجل كل ما يقولونه في ورقة لكي يقتنع المتحدث بأنك تأخذ كلامه على محمل الجد ولكي يتكون عندك سجل حافل بالأفكار تعود اليه في الوقت المناسب.
لا تنسى أن تقابل رئيسك وتحاول أن تحصل منه على المزيد من المعلومات.
3- في الشهر الأول:
أيضاً قابل زبائنك و مدراء الادارات الأخرى لتستمع الى الوجه الآخر من الحقيقة.
حاول أن تركز على المناطق التي تعمل بشكل ممتاز وأسأل نفسك لماذا؟
والمناطق التي تعمل بشكل لا بأس به واسأل نفسك : لماذا؟ وكيف نطورها؟
والمناطق التي لا تعمل وتعتبر مشكلة في الادارة واسأل نفسك : لماذا؟ وكيفية جعلها تعمل؟
تذكر أن الوقت ليس في صالحك وأنك في سباق مع الزمن وأن التركيز على ماذكرناه هنا يقلص من الوقت اللازم للتعلم ويجعلك قادراً على ممارسة صلاحياتك في اتخاذ القرارات بأسرع وقت ممكن مما ينعكس ايجابياً على نظرة موظفيك لك ونظرة كل من هم حولك وبالتالي ترتفع ثقتك بنفسك و قدرتك على التغيير.
لا تنسى أن تجلس مع رئيسك و أشركه بما تحصلت عليه واستمع الى مرئياته عن الحلول المقترحة .
وأخيراً
اجمع موظفيك وأشركهم بما تجمع لك من معلومات عن التحديات ونقاط القوة وكيفية العمل على تخفيف الأثر الذي ستتركه هذه التحديات واستمع لهم و أشركهم في صياغة الحلول المقترحة ووزع المسئوليات على كل واحد منهم لكي يتم التطبيق بأسرع وقت ممكن.
رابعاً: حدد القطوف الدانية:
ونقصد هنا بالقطوف الدانية كل عمل مهم و لا يحتاج الى كثير جهد لإنجازه .فهناك الكثير من الأمور متوقفه لفترة طويلة لأنها ببساطة تنتظر قراراً حاسماً من مدير حاسم مثلك.
ونذكر هنا بالأنواع الأربعة للأعمال التي في إدارتك:
1- أعمال لم تبدأ.
2- أعمال بدأت ولكنها متعثرة.
3- أعمال قائمة ولكن تحتاج الى مواءمة وتعديل.
4- أعمال قائمة وباهرة النجاح.
كل نوع من هذه الأعمال له قطوف دانية. حاول معرفتها والتركيز على دفعها للأمام بأسرع وقت.
وهنا قد يسأل سائل:
أي من هذه الأعمال الأربعة يحتاج الى التأني والدراسة ؟
فنقول: الثانية والرابعة
أي منها يحتاج الى دفع الجهود واتخاذ القرارات؟
فنقول: الأولى والثالثة
وهنا يجدر القول أن الجميع لا يتوقعون منك حلول سحرية تقلب الأوضاع الى الأحسن في شهر.
ولكن تستطيع أن ترسل اشارات خفية ومتتابعة بأن الأمور تسير الى الأفضل عن طريق الشروع بقطف القطوف الدانية فذلك التقدم المتواصل وإن كان بخطى قصيرة ولكنها تبني الثقة اللازمة بك لتقتحم بعد ذلك مجال القرارات الصعبة. وشئنا أم أبينا فالجميع يكون عنك الانطباع بحسب تحركاتك وأفعالك ايجابية كانت أم سلبية.
ركز على القرارات السهلة وأجل قليلاً القرارات الصعبة حتى تتمكن من جمع الثقة اللازمة لها.
وأخيراً
لا تنسى أن تضع في الحسبان الأمور بعيدة الأجل و يأخذك الاندماج مع القطوف الدانية لأنها ستنضب سريعاً
ولكنها ستصنع منك مديراً ناجحاً بإذن الله.
دمتم في عز وتمكين
0 comments
إرسال تعليق