هل قلت لنفسك يوماً : " إنني أشعر بالإحباط ولن أنجح فيما أقوم به "
كيف كانت مشاعرك ؟ سعيد, أم تشعر بالتعاسة ؟ كيف كانت حالتك النفسية والجسدية ؟
ربما أقوم بطرح بعض الأسئلة لأثير فيك المشاعر التي ستقودك لتسأل نفسك, أين تقف الآن ؟
الوصول لحالة الإحباط, طريق سهل ولا يلزم جهد كبير لتدمر نفسك, وحياتك كلها, كل ما تحتاجه هو قناعات تسلبك القوة, وتجعلك عاجزاً عن التفكير, وهذا ما يحدث بالفعل, فهل تحب هذه الحالة ؟!
لا أظن أنك ستجيب بالقبول, لكن دعني أوضح لك لماذا نصل لهذه الحالة المزرية والمدمرة, كل منا يمر بمراحل في حياته ويواجه أحداث مؤلمة وسعيدة, ربما مررت بتجربة فشل فقلت لنفسك : لن أعود لذلك ثانية, أو تجربة نجاح فقلت لنفسك : سأكررها ثانية.
لعل الذي يقودنا في الحياة نابع من قناعاتنا تجاه الأشياء التي نواجهها, فكل ما تعتقده وتؤمن به يشكل لك قناعة غير قابلة للمناقشة, فإن كانت قناعتك أنك لن تنجح في أمر ما, فإنك لن تفكر فيه, وسوف تحاول بكل الوسائل تجنبه والابتعاد عنه, وإذا كانت لديك قناعة بأننا كأمة - فضلها الله على سائر الأمم وخصها بالرسالة الخالدة والقائدة للأمم الأخرى – حالتها مزرية وأن لا أمل في النهوض يوماً, فلن تفكر في أن تكون فرداً مؤثراً ومغيراً لهذه الحالة.
لا يفكر الكثير منا لماذا يفعل ذلك بالطريقة التي يفعلها الآن في انجاز الأمور, فلو سألته فسيجيبك : أنه مقتنع بذلك, وقناعته تولّدت من رصيد من التجارب الحياتية, جعلته يعتقد أن هذه الطريقة هي الأفضل, ولعل خطورة القناعات أنها تصنع الفكر والثقافة التي ستقودك في حياتك.
اسأل نفسك : ما هي القناعات التي تعطيني القوة, وتجعلني في أفضل حالاتي ؟
في مجتمعاتنا الشرقية, قد تقول المرأة أن حظها لتقوم بفعل شيء محدود, لأن القرار في النهاية سيعود للرجل, ما الذي شكل هذه القناعة ؟ عندما تغيّر قناعتك, فثق أن مشاعرك هي الأخرى ستتغيّر, إن أيّ شيء تعطيه معنى في ذهنك سيتحول إلى قناعة, لذلك كوّن قناعاتك بعد تفكير عميق, واسأل نفسك : ما هي قناعاتي التي تعطيني القوة, وتلك التي تسلبني القوة وتجعلني عاجزاً ؟.
كانت لي قناعة بأن النجاح بحاجة لجهود متواصلة وملتزمة, وهذه القناعة أكسبتني نمطاً ملتزماً ومحفزاً في انجاز الأعمال, وكان لها تأثيرأً كبيراً على أعمالي وأسلوب حياتي, وبدأت أقطف ثمارها, وأحقق الشيء الكثير, قد يظن البعض أن القناعات شيء مسلّم به, وقدر لا يسعنا تغييره, وهذا للأسف أوقع الكثيرين في حبائل الكسل والخمول, وكان لي قناعة أنّ الناس طيبون في داخلهم, وأن هناك خيراً عظيماً بحاجة إلى من يتلمس مشاعرهم ويطلقها, فرزقني الله حب الناس وحب الخير لهم, وقلل أعدائي فلست بحاجة لعداوتهم.
إن الخطوة الأولى, هي أن تدرك وتثق بنفسك أولاً ...
ثم فكر بكل قناعاتك ... أنصحك أن تكتبها, وتتحقق من قناعاتك التي عليك أن تغيّرها وتلقي بها بعيداً عن عالمك, لست بحاجة لأن توهم نفسك أن لا مجال لتغييرها, نصيحتي ..
غيّرها وتوكل على الله.
0 comments
إرسال تعليق