النجاح أول خطوة بعد اليأس،كيف تكمل الطريق من بعد فشل ذريع
قالوا قديماً "الشجاعة صبر ساعة"، وهذه المقولة تضع بين أيدينا فلسفة عميقة عن النجاح الذي تُختصر عوامله في معنى الصمود!! فالذي يصنع فرقاً بين الشجاع وخصمه أن الشجاع يصبر على الأذى فترة أطول من الآخر، وهذا الصمود هو ما يفوّت على خصمه الفرصة في كسره، ويُهدر طاقته، وربما كان الخصم أقلّ منه صبراً فيلجأ لأي عمل جنوني كي يعجّل بالقضاء عليه؛ بينما يكون هو متوازناً؛ لأنه قطع على نفسه أن يصبر حتى لحظات النجاح أو ما يظنّ أنها لحظات قريبة منه.
بالطبع قد يرفض البعض هذا التحليل للمقولة؛ على أساس أن النجاح يعتمد على أمور كثيرة منها: الالتزام، والمثابرة، والتخطيط، بالإضافة إلى الصبر.. وأنا وإن كنت أؤمن بكل ذلك؛ لكني أرى أن بيت القصيد يكمُن في الصبر الذي قال عنه الرسول الكريم في حديثه: "والصبر مفتاح من مفاتيح الفرج"، وهو ما يعطي جهدك نحو التحصيل لذة، وللنتائج القليلة نكهة.
وحكايتنا اليوم نموذج دالّ على ذلك.. ليست من حكايات الجدات ولا الحكايات التي كانت في العصور البائدة؛ لكنها حكاية حقيقية من واقعنا وعصرنا هذا؛ بطلها شاب مثل كل الشباب؛ قد يكون محمد أو عمر أو إبراهيم أو تامر أو محسن أو هيثم... إلخ.
تبدأ الأحداث بحبه لزميلته في الجامعة، ورغبته في تتويج هذا الحب بالنجاح والزواج.. تقدم الشاب -كما يفعل أولاد الناس- لطلب الارتباط بفتاته؛ لكن والدها رفضه لعدة أمور؛ على رأسها أنه لا يزال طالباً يدرس ويتقاضى مصروفه من أهله.. وباءت محاولات الشاب بالفشل لإقناع والد الفتاة بأنه أوشك على الانتهاء، وأنه سيقوم بقراءة الفاتحة، وسيبدأ بعزيمة من حديد ليكون جاهزاً في وقت قصير.
يمكن للكثيرين من الشباب البائس أن يقف مكتوف اليدين، ويرى أنه قد فعل ما عليه، وأنه لم يقصّر في حق نفسه أو فتاته.
لكن صاحبنا لم يفعل ذلك؛ بل فكر ليجد أسباب الرفض وجيهة بالفعل.. وانتظر حتى تخرّج والتحق بوظيفة، وتقدم ثانية؛ لكن نفس الوالد رفض؛ لأنه -هذه المرة- ليس لديه سكن يؤويه وزوجة المستقبل.. ومرة أخرى باءت المحاولات بالفشل في إقناع الوالد بأن هناك الوقت أمامهما والحياة لا تزال طويلة ليفعلا ما يريدانه.. لكن دون جدوى.
مرة أخرى لم يلتفت صاحبنا للكثير من الشباب الذين أثنوه عما عزَم عليه.. وثابر في عمله حتى حصل على شقة إيجار جديد، ثم عاود المحاولة.
ويبدو أن والد الفتاة لم يكن يثق بتاتاً بموضوع الإيجار الجديد، فرفض مرة أخرى وطلب شقة غيرها.. وواصل صاحبنا فحصل على واحدة إيجار قديم؛ لكن الوالد أصرّ على شقة تمليك!!
لعلني لو كنت مكانه لقلت: "والله الراجل ده بيتلكك.. وده نظام تطفيش.. وأنا عملت اللي عليّ".
لكن الشاب المناضل لم ييأس من المحاولة، واستمرّ في عرض أنواع الشقق -ولا سمسار المنطقة- ثم عرض مواصفات أخرى للوظيفة التي سيشغلها لتناسب مستواهم الاجتماعي وتغطي نفقات حياته القادمة.. ولم ينسحب من معركة حياته ما بقي فيه رَمَق، وما دامت المطالب لم تدخل حيز المستحيل.. فتقدم 6 مرات ورُفض فيها؛ حتى نال مطلبه ورضي عنه حماه في المرة السابعة، وزوّجه ابنته بعد أن تساهل جداً في أثاث الشقة وتكاليف الفرح وخلافه؛ بل ساعده في كثير منها.
ألف مبروك.. لكن أين السر في هذا النجاح؟
السر ليس في العناد و"التتنيح" في وجه المصاعب دون عقل أو وعي؛ بل هو صبر وصمود ما دام الأمر لم يدخل للمستحيل، وما دام هو مؤمناً بحلمه ويرى أنه لا يزال فيه رَمَق للوصول له.
فإما أن الوالد بالفعل كان يرى أن هذه بالفعل مطالب مشروعة من حق ابنته الحصول عليها؛ ومن ثم فقد احترم الشاب رغبته وحاول بكل ما يستطيع؛ فحصل عليها، وأدرك أن النجاح العظيم هو مرحلة تتقدم مرحلة اليأس بخطوة واحدة.
وإما أن الوالد بالفعل كان يريد تطفيشه؛ لكنه في النهاية آمن بإصراره وعزيمته وقدرته على مواجهة صعاب الحياة مهما كانت، وأنه لن يهرب في اللحظات العصيبة من مواجهة الحياة؛ كهؤلاء الذين يهدمون بيوتهم عند أول مشكلة تواجههم.
بالطبع قد يرفض البعض هذا التحليل للمقولة؛ على أساس أن النجاح يعتمد على أمور كثيرة منها: الالتزام، والمثابرة، والتخطيط، بالإضافة إلى الصبر.. وأنا وإن كنت أؤمن بكل ذلك؛ لكني أرى أن بيت القصيد يكمُن في الصبر الذي قال عنه الرسول الكريم في حديثه: "والصبر مفتاح من مفاتيح الفرج"، وهو ما يعطي جهدك نحو التحصيل لذة، وللنتائج القليلة نكهة.
وحكايتنا اليوم نموذج دالّ على ذلك.. ليست من حكايات الجدات ولا الحكايات التي كانت في العصور البائدة؛ لكنها حكاية حقيقية من واقعنا وعصرنا هذا؛ بطلها شاب مثل كل الشباب؛ قد يكون محمد أو عمر أو إبراهيم أو تامر أو محسن أو هيثم... إلخ.
تبدأ الأحداث بحبه لزميلته في الجامعة، ورغبته في تتويج هذا الحب بالنجاح والزواج.. تقدم الشاب -كما يفعل أولاد الناس- لطلب الارتباط بفتاته؛ لكن والدها رفضه لعدة أمور؛ على رأسها أنه لا يزال طالباً يدرس ويتقاضى مصروفه من أهله.. وباءت محاولات الشاب بالفشل لإقناع والد الفتاة بأنه أوشك على الانتهاء، وأنه سيقوم بقراءة الفاتحة، وسيبدأ بعزيمة من حديد ليكون جاهزاً في وقت قصير.
يمكن للكثيرين من الشباب البائس أن يقف مكتوف اليدين، ويرى أنه قد فعل ما عليه، وأنه لم يقصّر في حق نفسه أو فتاته.
لكن صاحبنا لم يفعل ذلك؛ بل فكر ليجد أسباب الرفض وجيهة بالفعل.. وانتظر حتى تخرّج والتحق بوظيفة، وتقدم ثانية؛ لكن نفس الوالد رفض؛ لأنه -هذه المرة- ليس لديه سكن يؤويه وزوجة المستقبل.. ومرة أخرى باءت المحاولات بالفشل في إقناع الوالد بأن هناك الوقت أمامهما والحياة لا تزال طويلة ليفعلا ما يريدانه.. لكن دون جدوى.
مرة أخرى لم يلتفت صاحبنا للكثير من الشباب الذين أثنوه عما عزَم عليه.. وثابر في عمله حتى حصل على شقة إيجار جديد، ثم عاود المحاولة.
ويبدو أن والد الفتاة لم يكن يثق بتاتاً بموضوع الإيجار الجديد، فرفض مرة أخرى وطلب شقة غيرها.. وواصل صاحبنا فحصل على واحدة إيجار قديم؛ لكن الوالد أصرّ على شقة تمليك!!
لعلني لو كنت مكانه لقلت: "والله الراجل ده بيتلكك.. وده نظام تطفيش.. وأنا عملت اللي عليّ".
لكن الشاب المناضل لم ييأس من المحاولة، واستمرّ في عرض أنواع الشقق -ولا سمسار المنطقة- ثم عرض مواصفات أخرى للوظيفة التي سيشغلها لتناسب مستواهم الاجتماعي وتغطي نفقات حياته القادمة.. ولم ينسحب من معركة حياته ما بقي فيه رَمَق، وما دامت المطالب لم تدخل حيز المستحيل.. فتقدم 6 مرات ورُفض فيها؛ حتى نال مطلبه ورضي عنه حماه في المرة السابعة، وزوّجه ابنته بعد أن تساهل جداً في أثاث الشقة وتكاليف الفرح وخلافه؛ بل ساعده في كثير منها.
ألف مبروك.. لكن أين السر في هذا النجاح؟
السر ليس في العناد و"التتنيح" في وجه المصاعب دون عقل أو وعي؛ بل هو صبر وصمود ما دام الأمر لم يدخل للمستحيل، وما دام هو مؤمناً بحلمه ويرى أنه لا يزال فيه رَمَق للوصول له.
فإما أن الوالد بالفعل كان يرى أن هذه بالفعل مطالب مشروعة من حق ابنته الحصول عليها؛ ومن ثم فقد احترم الشاب رغبته وحاول بكل ما يستطيع؛ فحصل عليها، وأدرك أن النجاح العظيم هو مرحلة تتقدم مرحلة اليأس بخطوة واحدة.
وإما أن الوالد بالفعل كان يريد تطفيشه؛ لكنه في النهاية آمن بإصراره وعزيمته وقدرته على مواجهة صعاب الحياة مهما كانت، وأنه لن يهرب في اللحظات العصيبة من مواجهة الحياة؛ كهؤلاء الذين يهدمون بيوتهم عند أول مشكلة تواجههم.
تذكّر صديقي أن "الشجاعة صبر ساعة"، والنجاح هو أول خطوة بعد اليأس؛ فلماذا لا تعبرها؟!
0 comments
إرسال تعليق