
اختر اصحابك
الانسان مخلوق اجتماعي لا يستطيع العيش منفرداً بوحده أو منعزلاً عن بني جنسه , ومن هنا جاءت حاجته الماسة والملحة الى اتخاذ اصدقاء محيطين به يؤانسونه ويشاركونه افراحهه ويواسونه باتراحهه .
وقبل أن التقي بك واجالسك استطيع أن أعرف من انت ؟ تقول لي كيف ؟ وهل لديك فراسة ؟ أقول لك : انت هو من تصاحب ! , أما سمعت المثل الذي يقول : الصاحب ساحب , والمثل الآخر يقول : الطيور على أشكالها تقع .
وأنا أطرح عليك سؤالاً حاول أن تجيب عليه قبل أن اجيبك , ما هو أول عمل قام به النبي صلى الله عليه وسلم حينما قدم المدينة المنورة ؟ .
الجواب المؤاخاة بين المهاجرين والانصار , هذه المؤاخاة أول خطوة لبناء مجتمع فاضل صالح قائم على اساس الاخوة في الله لا على أساس النفعية والمصلحة وأغراض دنيوية زائفة .
وأنا أطرح عليك سؤالاً ثانياً حاول أن تجيب عليه قبل أن اجيبك , ما هي أول كلمة قالها الرسول صلى الله عليه وسلم لأهل المدينة حينما التقى بهم ؟ .
الجواب " يا أيها الناس أفشوا السلام وصلوا الارحام ... " هذه الكلمات النبوية ركائز تركبت منها اللحمة الاجتماعية وتعايشت وتفاعلت بالحياة في جو يسوده الود والمحبة والسلام .
وقد طلب سيدنا موسى عليه السلام من الله عزوجل الصحبة (اختيار الصديق) لأهميتها وضرورتها قال تعالى : " وأجعل لي وزيراً من أهلي هارون أخي أشدد به أزري وأشركه في أمري كي نسبحك كثيراً ونذكرك كثيراً " .
ولما بعث الله تعالى النبي صلى الله عليه وسلم أوجد له صاحباً صادقاً وفياً مخلصاً اسمه ابو بكر الصديق رضي الله عنه .
وقد علمنا الرسول صلى الله عليه وسلم حينما قال : " لا تصاحب الا مؤمناً ولا يأكل طعامك الا تقي " أي انتقي الاصدقاء الاخيار ولا تصاحب الفساق والاشرار .
وقال الامام علي رضي الله عنه : عليكم بالاخوان فانهم عدة في الدنيا والآخرة ألا تسمع الى قول أهل النار : " فما لنا من شافعين ولا صديق حميم " .
هل عرفت قيمة الصديق والاصحاب ؟ والآن قل لي من هم أصحابك ؟ هل هم أخيار ام أشرار ؟ .
وتذكر بأن كلمة صديق جاءت من أحرف لها معنى وهي : ص = الصدق , د = دم واحد , ي = يد واحدة , ق = قلب واحد .
هل وجدت الصديق الحقيقي ؟ الذي تكون معه كما تكون وحدك , وهو الذي يقبل عذرك ويسامحك ويسد مسدك في غيابك ويكمل نقصك ويبصرك بعيبك وينشر حسنتك ويدفن سيئتك .
قصة وفاء صديق :
قال الجندي لرئيسه : صديقي لم يعد من ساحة المعركة سيدي ..
أطلب منكم السماح لي بالذهاب والبحث عنه , قال الرئيس : الاذن مرفوض ! لا اريدك أن تخاطر بحياتك من أجل رجل من المحتمل أنه قد مات .
" ذهب الجندي .. دون أن يعطي أهميّة لرفض رئيسه ..
وبعد ساعة عاد وهو مصاب بجرحٍ مميت حاملاً جثة صديقه !
كان الرئيس معتزاً بنفسه فقال: لقد قلت لك أنه قد مات !
" قل لي أكان يستحق منك كل هذه المخاطرة للعثور على جثّته ؟ .
أجاب الجنديّ محتضرا ً: بكل تأكيد سيدي , عندما وجته كان لا يزال حياً وأستطاع أن يقول لي : كنت واثقاً بأنك ستأتي ! .
ولهذا قالوا : الصديق الحقيقي هو الذي يأتيك حتى عندما يتخلى عنك الجميع .
لا خير في خل يخون خليله ... ويلقاه من بعد المودة بالجفا
وينكر عيشاً قد تقادم عهده ... ويكشف سراً كان بالامس قد خفا
سلام على الدنيا اذا لم يكن بها ... صديقاً صدوقاً صادق الوعد منصفاً
![Icon124[1]](http://www.ibtesama.com/vb/images/smilies/icon124%5B1%5D.gif)
![Icon124[1]](http://www.ibtesama.com/vb/images/smilies/icon124%5B1%5D.gif)
![Icon124[1]](http://www.ibtesama.com/vb/images/smilies/icon124%5B1%5D.gif)
0 comments
إرسال تعليق